التواصل والعلاقات المهنية طريقك إلى التوظيف

خلال بحثك عن وظيفة أو عمل، قد تسمع المقولة التالية:

لا يرتبط الأمر بما تعرف فقط، إنما بمن تعرف أيضًا

يوضح الجزء الأول عاملًا أساسيًا في التوظيف، وهو الحاجة إلى امتلاك المهارات اللازمة لمنصب أو دور وظيفي معين. في حين أن الجزء الثاني يمثل العامل الأكثر أهمية وهو “من  تعرف”.  قد تتيح لك علاقاتك فرصة الحصول على عمل أو وظيفة عندما تتساوى مهاراتك مع بقية المتقدمين. 

على سبيل المثال: التوصية أو الإشارة إلى اسمك من قبل شخص يعمل في ذات الشركة يعد عاملًا فارقًا قد يجعلك تحصل على الوظيفة بدلًا من المرشحين الآخرين أصحاب المؤهلات نفسها.

التساؤل الآن هو كيف تستطيع أن تحقق ذلك؟ الإجابة ببساطة هي: التواصل والعلاقات المهنية.  أيًا كان أسلوب التواصل الذي تفضله فهنالك العديد من الطرق والوسائل التي تمكنك من الاتصال بالآخرين وتكوين علاقات مهنية تساهم في إنجاح عملية البحث عن عمل. إليك سبع مفاتيح من شأنها أن تصنع الفارق كله في هذا الصدد:

1| حدد أسلوب التواصل الأفضل بالنسبة لك

يعد هذا الأمر المفتاح الأول إذ أنه عامل النجاح الأساسي. فلا يوجد مقاس واحد مناسب للجميع. وبحسب ما يذكر أحد الخبراء:

“يحقق أشخاص مختلفون النجاح بأساليب تواصل وتكتيكات مختلفة”.

أماندا أوقستين

يتواصل الأشخاص الانطوائيون أو المنغلقون بأساليب مختلفة عن الاجتماعيين المنفتحين. لذلك لا تحاول الخلط بينها من خلال محاولة تطبيق إحداها على الأخر. من المهم أن تطمئن لأسلوب التواصل وأن تشعر بالارتياح إزاء استخدامه لتحقق النفع والأثر الإيجابي الأكبر منه.  كما أنه بالإمكان أن تلجأ للاختبارات القصيرة التي تحدد فيما إذا كنت منفتحًا (extrovert) أو منغلقًا (introvert) تجاه الآخرين، و ما هي أفضل أساليب التواصل بالنسبة لك لتسهيل هذه العملية.

2| كن على معرفة بقواعد التواصل المهني

القاعدة الأولى: لا تطلب مقابلة وظيفية بصورة مباشرة. بدلًا من ذلك، اسأل عن ثقافة الشركة، موظفيها، وفيما إذا كانت ملائمة بالنسبة لك. اجعل من حولك يشعر برغبتك في التعلم من خبرتهم في المجال.

القاعدة الثانية: لا تطلب عملًا أو وظيفة من أحدهم بصورة مباشرة.  خلال حديثك مع من تربطك بهم علاقات مسبقة، حاول أن تجعلهم على علم بأنك تبحث عن وظيفة معينة وأنك ستسعد متى ما أخبروك بأي فرصة متاحة أو محتملة.

3| استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعّال

تقدم مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة الكثير من الفرص للباحثين عن عمل. إليك بعض الطرق لتستخدم كل من تويتر ولينكدإن بشكل فعّال.  

  • لينكدإن: لابد أن يكون لينكدإن نقطة البداية بالنسبة لك، إذ أنك تستطيع البحث فيه من خلال اسم الشركة أو المسمى الوظيفي لتجد بعدها أشخاصًا وموظفين يعملون في تلك الشركة بالإمكان أن تتواصل معهم. بحسب ما يقول أنتوني جينزل “لا ترسل سيرتك الذاتية حتى يُطلب منك” لكن استمر في البحث والتنقيب لتعرف فيما إذا كانت الشركة ملائمة لك أو لا. وتذكر أن محادثة مع أحدهم قد تقودك إلى مقابلة عمل.
  • تويتر: ابحث عن الشركة التي ترغب في العمل فيها على تويتر،ثم تابع أي جهة مختصة بالتوظيف لديهم لتكون على اطلاع بجميع المستجدات. تفاعل مع مسؤولي التوظيف في تلك الشركة من خلال إعادة التغريد أو الرد على منشوراتهم والتعليق عليها. بعد فترة بسيطة تواصل معهم بصورة مباشرة وابدأ في تكوين علاقة تتمحور حول العمل معهم. في الوقت المناسب، زودهم بملفك على موقع لينكدإن ليحصلوا على مزيد من المعلومات.

4|تدرب على تكوين العلاقات والتواصل في مكان عملك الحالي

يستطيع زملاء العمل تقديم الكثير لمسيرتك المهنية ضمن إطار الشركة ذاتها، ومما لا شك فيه أنك قادر على التواصل معهم بشكل مهني واحترافي.  سواء كنت تشغل عملك الحالي لمدة سنتين أو حتى شهرين فإن التواصل مع الزملاء والموظفين الآخرين يسمح بنمو دورك الحالي و يوفر لك المعلومات التي قد تساعدك في الحصول على منصب أو دور أو وظيفة جديدة.

5|قدّم المساعدة للآخرين

أينما وكيفما كنت تطبق مفهوم التواصل والعلاقات المهنية، فلابد أن تعرف أنها ليست علاقة مبنية على طرف واحد. إنما هي عملية ذات طرفين ويفترض بها أن تقدم المنفعة والقيمة لكليهما.  ابحث دائمًاعن طرق لمساعدة محيطك أو شبكة علاقاتك المهنية لأنك حينما تفعل؛ سيفعلون لك ذلك في المقابل.

أحد الخيارات في هذا الصدد هو التطوع، إذ أن العمل لمجموعات أو منظمات غير ربحية يمنحك الفرصة لتكوّن علاقات وروابط أقوى مع المتطوعين الآخرين. خيار آخر هو أن تعمل فيما يسمى بالتطوع بالمهارة أو التطوع بالخبرة، وهي فرص تسمح لك بأن تتطوع في مجال يقوم على استخدام أحد مهاراتك الاحترافية بشكل أساسي لتؤدي المهام أو العمل المنشود منك.   

في جميع الحالات؛ احرص على أن تبني علاقات يستفيد كلا الطرفين منها.

6|كن منتظمًا في طريقة تواصلك

قد لا يرتبط الأمر في بعض الأحيان بكيفية التواصل مع الآخرين إنما بانتظامك واستمرارك في التواصل معهم. اخرج من دائرة الراحة التي تحيط بك وكن على استعداد لتقابل الآخرين بانتظام واستمرار سواء كان ذلك بشكل رسمي وفي إطار العمل أو بشكل غير رسمي وخارج العمل. تثبت الدراسات أنك بتطبيق هذه النصيحة ستكون قادرًا على تحقيق ما تريد.

7|تابع وتواصل باستمرار

“إنها مهمة بسيطة. وبرغم ذلك يهمل الكثير من الأشخاص هذه الخطوة المهمة.”

أماندا أوقستين

بعدما تتعرف على شخص ما؛ أرسل له طلب تواصل على لينكدإن مضمنًا طلبك برسالة شخصية تطلب فيها البقاء على اتصال معه بشكل مستمر. احرص بعدها على التواصل معه بين الفينة والأخرى من خلال التعليق على أحد منشوراته، مشاركة معلومات قيّمة معه في ذات المجال، أو ببساطة من خلال السؤال عن أحواله.

العلاقات المهنية والتواصل الفعال أحد أهم أساليب وتقنيات البحث عن العمل التي يجب أن تمتلكها، والتي تختلف في تطبيقها اعتمادًا على كل شخصية وما يناسبها.  المتطلبات الأكثر صعوبة هي أولًا أن ترغب في أن تخرج من دائرة الراحة التي تقطن فيها. ثانيًا أن تكون على استعداد لبذل المزيد من الجهد لتبني علاقات ذات منفعة متبادلة ومفيدة لجميع الأطراف.

 مهاراتك هي إشارة البدء! لكن معارفك وعلاقاتك المهنية تضمن لك مسيرة مهنية طولية وحافلة في أي قطاع تعمل فيه.


ترجمة: رزان العبيد

المرجع :

7 Professional Networking Tips and Tricks for a Successful Job Search by Lisa Tynan, TopResume.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *