عادة ما يبذل القادة قصارى جهدهم لتحقق فرقهم أفضل درجات الأداء. إذا كنت من هؤلاء القادة الناجحين فذلك يعني أن تركيزك ينصب على: وضع أهداف تنطوي على التحدي، إدارة الاجتماعات بشكل فعال، إضافةً إلى استخدام أفضل الممارسات في التفويض. وفي ظل تطويرك المستمر لأسلوبك الإداري فقد تغفل عن جانب مهم! ألا وهو التركيز على مقدار الطاقة التي تمد بها من حولك.
قد يتبادر لذهنك أن طاقة الموظفين شيء خاص بهم، وأنه ليس لك دور فيها. ولكن في الحقيقة، يلعب القائد دورًا محوريًا في إمداد موظفيه بطاقة تحفزهم بشكل يومي.. بغض النظر عما إذا كانوا حصلوا عليها بطريقتهم أم لا (كأن يكونوا حصلوا على قدر كافٍ من النوم مثلا).
يستخدم فريق أبحاث في جامعة ميتشغان مصطلح تحفيز العلاقات (Relational Energy). والذي يصف أن طاقتنا لا ترتبط فقط بسلوكياتنا – من نوم، تغذية، ممارسة للرياضة وغيره – بل من الممكن أن نحصل عليها من تفاعلنا وتواصلنا مع الآخرين.
في إحدى الدراسات، وُجد أن لدى الموظفين حافز أكبر للعمل بجدية وللتركيز على مهام العمل إذا كانوا يعملون تحت قائد يعمل بأسلوب تحفيز العلاقات . كما وُجد أنهم يشعرون بدافع ومتعة أكبر للعمل؛ مما يؤدي إلى ارتفاع أدائهم الوظيفي.
كيف تصبح قائدًا محفزًا؟
١| أظهر سلوكًا إيجابيًا
الكثير من الأبحاث تظهر فوائد السلوك الإيجابي والتفاؤل في القيادة الفعّالة. ومن البديهي معرفة ذلك دون الرجوع إلى أي مراجع علمية! إذ أن الشخص المتفائل بطبعه يجذبك أكثر من الشخص المتشائم كثير التذمر. لذلك، احرص على بذل جهد منتظم لتكون قائدًا داعمًا ومتفائلًا.
إليك هذا المثال: عندما تختلف مع موظفيك حول موضوع ما، لا تقلل من قيمة أفكارهم، بل احترمها وحاول أن تجد مساحة مشتركة لأفكاركم جميعًا. أيضًا عندما تحدث مشكلة ما؛ ركز على ما تستطيع إصلاحه بدلًا من التباكي على ما لا تستطيع فعله. حاول أن تكون متفائلًا في جلّ الأمور حتى يصبح التفاؤل منتشرًا في بيئة عملك.
٢| كن قريبا من الموظفين وتعرف عليهم على المستوى الشخصي
لا يكتفي القادة المحفزين بإملاء المهام على موظفيهم، بل يعملون على بناء علاقات ثنائية قوية، إذ يبدون اهتمامهم بمشاعر الآخرين، مخاوفهم، وسعادتهم ويحرصون على الحضور التام ذهنيًا وجسديًا أثناء الحديث معهم. يعمل بعض القادة أيضًا على إظهار جانب بسيط من عفويتهم ونقاط ضعفهم بشكل مدروس. إذْ أن التحلي بالصدق والعفوية والواقعية والمسؤولية يجبر المرؤوسين على اتباع نفس السلوك.
٣| شارك الفريق شغفك
وجد الباحثون في دراساتهم أن القادة الذين يظهرون الشغف بعملهم هم أكثر تحفيزًا لمن حولهم. لذلك ابحث عن الأمور التي تجعل عملك ذو قيمة، ومن ثم شاركها مع موظفيك من خلال مشاركة أهدافك الشخصية، المشاريع التي تطمح للعمل عليها، أو الرسالة التي تمثلها أنت أو الشركة عمومًا. بقدر الشفافية التي تظهرها تجاه الكثير من الأعمال التي تقوم بها، ستكون قناعة المرؤوسين وحماستهم ومشاركتهم لك فيها.
٤| اجعل التعلم أولوية
أظهرت دراسة أيضًا أن القادة المحفزين يعملون على خلق بيئة محفزة فكريًا. وذلك يعني أن تكون منفتحًا على الآخرين، متقبلًا لآرائهم وقادرًا على مشاركة المعرفة والخبرات مع فريقك. كما يدل أيضًا على التشجيع على الحوار المفتوح، الإبداع، وتمحيص الفرضيات.
أخيرًا، لابد أن تضع في عين الاعتبار أن ما ينجح في تحفيز موظف واحد قد يفشل مع الآخرين. لذلك أفضل وسيلة للتغلب على الصعوبات التي تواجهك في تحديد أسلوب التحفيز الأمثل للموظفين أو المرؤوسين عمومًا هو أن تسأل أصحاب الشأن: الموظفين أنفسهم!
تعرض إيريكا بيكر (Eerica Baker) – مهندسة في شركة بيتريون – عددًا من الأسئلة التي يمكن طرحها في الاجتماعات الفردية مع الموظفين. ومن الأمثلة على ذلك:
“ما الذي نستطيع أن نفعله لك لنجعل أسبوعك أفضل؟”
“هل لديك كل ما تحتاجه لأداء عملك على أكمل وجه؟”
وغيره من الأسئلة التي تساعدك على خلق حوار مختلف ومحفّز مع موظفيك.
ختامًا، طريقك لتصبح قائدًا محفزًا هو من خلال الاستثمار في الأدوات التي يحتاجها الموظفون للنجاح وتقديمها لهم.
ترجمة: رزان العبيد.
المرجع:
Four Ways You Can Motivate Your Team to Do Better Work, By Patricia Thompson – The Muse