الأبواب الكبيرة مفاتيحها صغيرة

هناك سفينة ستبحر وعلى متنها قبطان ماهر. ولكن قبل أن نبحر علينا أن نبدأ بأول خطوة من خطوات نجاح هذه الرحلة ألا وهي (تذكرة العبور).

نعم إنها السيرة الذاتية!

إذا لم نسعَ في كتابتها بشكل احترافي ومتميز فلن يُسمح لنا بالعبور والإبحار في هذا العالم. هنا نضع بين أيديكم إضاءة ونصائح، حيث إذا لم نهتم بالتفاصيل الصغيرة فلن نصنع فروقات كبيرة.

فالإضاءة التي نبدأ بها هي قانون الـ 30 ثانية والذي ينص على:

عند  إعداد سيرتك الذاتية يجب أن تضع في اعتبارك إمكانية قراءتها في زمن لا يزيد عن 30 ثانية، وهو الزمن الذي يحدده مسؤول الموارد البشرية هل سيرتك الذاتية صالحة أم لا

ولكي نحقق ذلك يجب كتابة محتويات السيرة الذاتية بمضمون وأسلوب تشويقي. وعلينا أن نتذكر أن في أعماق كل منا منجم من الجواهر الثمينة لا يجدها إلا المجتهد الذي ينقب في مكامن طاقته الكامنة.

لنبدأ بأول محتوى وهو المعلومات الشخصية و التي تحتوي على الإسم، البريد الإلكتروني، العنوان، ورقم الهاتف. ولا بد أن يكون البريد رسميا وخاليا من الرموز والأرقام , كما أنه لا يفضل كتابة الجنسية والجنس ورقم الهوية فهذا ليس مجالها.

ننتقل بعد ذلك إلى الهدف الوظيفي، حيث يجب كتابته بأسلوب تسويقي مميز وأن يكون بثقافة المنظمة المراد الوصول إليها فهو بمثابة الجملة الاستفتاحية لمواطن شغفك وقوتك.

أما المحتوى الذي يليه فهو المؤهل العلمي، حيث يجب كتابة المعدل الجامعي لفظا ورقما فإذا كان التقدير أقل من ممتاز نكتفي بكتابته رقمًا مع توثيق تاريخ التخرج.

ننتقل بعد ذلك إلى الخبرة العملية. إذا كان لديك تدريب تعاوني فيجب أن يُكتب من ضمن الخبرات مع كتابة اسم المنظمة وتاريخ البدء والانتهاء والمهام التي تم العمل بها. فإذا لم يكن لديك وأصبحت تواجه هذا التحدي فلا تجعله عائقًا أمامك حيث يمكنك العمل من خلال منصات العمل الحر ومنها (بحر، مستقل، …). وذلك أن الخبرة اختلف مفهومها عن السابق، فنحن في زمن التطور وأصبح الحصول على المعلومة وفرص تكوين الخبرة سهلاً. بل أصبح الخبراء هم صغار السن لأنهم الأقدر على متابعة الجديد والتأقلم بشكل أسرع. والخبرة إذا لم تكن مصحوبة بتطوير أساليبك والتعمق في تخصصك فلا يجب أن تسمى خبرة!

أما القلب النابض لسيرتك الذاتية فهي الشهادات والدورات التدريبية. فالالتزام الفردي على التطوير الشخصي هو الأمان الوحيد الذي يميزنا في المستقبل، ولأن العالم اليوم لا يعترف إلا بالقدرات المتميزة والكفاءات العالية. يجب أن نكتفي بكتابة الدورات المرتبطة بالوظيفة والتخصص ونركز أكثر على ماحصلنا من خلاها على مؤهلات قيمة.

ثم بعد ذلك المهارات. يجب إثراء المهارات المرتبطة بتخصصك حيث يمكنك الاطلاع والاستفادة من خلال مشاهدة أصحاب السير الذاتية المرتبطين بتخصصك مع ذكر المهارة التي تجيدها بشكل فعلي ولها شواهد من حياتك الدراسية والمهنية.

أخيراً، إذا كنت ممن صمم سيرته الذاتية من خلال أحد المواقع، فعليك الانتباه بعدم ظهور اسم الموقع في أسفل الصفحة. كما يجب أن يكون الملف بصيغة (PDF) ومحفوظا باسمك، مع تخصصك إن أمكن.

وفي الختام ننتهي بالذي ابتدأنا به فتذكروا أن (الأبواب الكبيرة مفاتيحها صغيرة). والسيرة الذاتية هي مفتاحك الصغير لأبواب مهنية كبيرة.


كتابة: الهنوف القسومي

2 أفكار على “الأبواب الكبيرة مفاتيحها صغيرة

  1. عبدالرحمن رد

    تخصصي هندسة، هل ينصح بالعمل في غير مجالي اثناء فترة البحث عن عمل ؟ مثل كاشير او مندوب مبيعات الخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *