كيف يمكن أن تؤثر مواقع التواصل على حياتك المهنية؟

الإنسان بطبعه الاجتماعي يؤثر في المجتمع ويتأثر به، وذلك من خلال التواصل مع الآخرين بحسب إمكانياته ووسائله المتاحة. وقد اختلفت وسائل التواصل منذ القدم، فكان التواصل سابقًا من خلال الحمام الزاجل وتطور الأمر وتم اختراع الهاتف ومن ثم الإنترنت. منذ بداية الإنترنت لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي سريعة التفاعل كما هو عليه الآن، وفي غمرة التطور التقني في حقبة الألفية ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وبدأت تتكاثر في الآونة الأخيرة. وأحدثت هذه المواقع فارقًا مؤثرًا على جميع الأصعدة الثقافية والسياسية والعملية والاجتماعية.

ولا يخفى علينا، فقد أصبح تصفح منصات التواصل الاجتماعي اليوم جزءً مهمًا في يومنا، وكثيرٌ منا يقضي جُلّ وقته بين هذه المنصة وتلك، وتكثر المصادر والمعلومات والشخوص! ولكن هل فكرت يومًا كيف تستغلها مهنيًا لصالحك؟ تتفاوت الإجابة على هذا السؤال عند كل شخص إلا أن جوابه يُشكِّل بصمة فارقة على الشخصية والمسار المهني.

شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر أداةً فعّالة ومفيدة وأيضًا أداةً مضرّة وسلبية وهذا بحسب استخدامنا لها.

كيف لهذه المواقع أن تؤثر على حياتك المهنية؟ لهذا التأثير جانبان.

أولهما مزايا لمواقع التواصل الاجتماعي هذه، ومنها:

  1. بناء شبكة علاقات: من خلال هذه المواقع تستطيع أن تبني شبكة علاقات جيدة، ويكون ذلك بواسطة طرحك المميز وإثراء محتوى صفحتك بمعلومات متخصصة موثوقة وأن يكون طرحها بأسلوبك الخاص ذلك ما سيميزك، وبالتالي سيرتبط اسمك بمجالك كالعديد من المتخصصين الآن في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
  2. تسويق الذات: هذه المواقع وسيلة فعّالة جدًا لترويج ذاتك وقدراتك ومهاراتك، ومن خلالها تستطيع أن تبني سمعة مميزة تساهم في إبراز اسمك في مجالك كمختص أو حتى مرجعا في بعض الأحيان.
  3. تبادل المعرفة: يكون بالتواصل والتفاعل ومتابعة المهتمين في مجالك والتخالط في تجمعات هذه المواقع.  ولهذه التجمعات منفعة في تبادل الخبرات والتقاء الكفاءات وإثراء المعلومات وفرصة لطرح الآراء المتنوعة كما أنها قد توفر فرص مهنية قوية.

وهذه النصيحة الأخيرة، تلقيتها من أحد أساتذتي، وعملت بها ودخلت إلى مجموعات متخصصة في مجالي الذي أحب وفي الحقيقة أفادتني جدًا وأضافت لي الكثير.

أما على الجانب الآخر فلكل أداة ضد، ومن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:

  1. إضاعة الوقت: المكوث لساعات طويلة على هذه المواقع مما قد يضيع وقتك، بلا فائدة وخصوصًا إن كان التصفح بدافع الترويح بلا هدف والهروب من الأشغال. والحل أن تخصص ساعة في يومك لتصفح ما يثريك وتعلم الجديد في مجالك.
  2. افتقاد مهارة الاستقصاء والاستكشاف:  في ظل الزخم المعلوماتي الحالي وكثرة المعلومات قد لا تبحث أكثر عن المعلومات المطروحة من قبل الآخرين، تكتفي بما طُرح وتنتقل لما بعده بدون تفكير ناقد وتحقق، وهذا ما يحدث معنا في كثير ٍمن الأحيان. وهذا يسلبنا مهارة البحث والتدقيق والتقصي حول المعلومة كما أن التعددية في الأطر المرجعية للأطروحات تؤثر سلبًا في استقبالنا للمعلومة والتحقق من صحتها.
  3. العزلة عن الآخرين: الانعزال عن الواقع وفقدان التواصل مع المجتمع المحيط بك. يفقدك مهارة فن الحديث والتواصل البصري والشفهي الفعّال.

منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، كن واعيا ووظف مهاراتك واستخدم الحد النافع والجيد لمصلحتك.


كتابة: آلاء الشهري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *