أهمية ملف نماذج الأعمال

هل تملك ملفًا لنماذج الأعمال (Portfolio)؟

السؤال بسيط ولديك خياران للإجابة: نعم أو لا.

وجه السؤال لطالب وستكون الإجابة أصعب وتشوبها نظرة عميقة أو توتر أو الاثنان معاً. وقد تشمل إجابته استطرادا: “نعم، لكن …” أو “لا، بسبب…”.

ماذا نقصد بـ “ملف نماذج الأعمال”؟

هي مجموعة من المستندات أو النماذج لأعمالك السابقة والتي يمكن أن تقدمها لمدير المستقبل لتريه أنك تملك الخبرة والمهارات والمؤهلات التي تناسب الوظيفة. وهو وسيلة لتسلط الضوء على أفضل أعمالك، وهذا مايجب أن يملكه كل شخص لا سيما إن كان يعمل في التصاميم والصناعة الإبداعية خصيصا.

وإذا كنت في مرحلة الدراسة فهو أسلوب جيد يساعدك لتنتقل من كونك “طالب” إلى “محترف”.

ما مدى صعوبة عمل ملف النماذج؟

تختلف الإجابة من شخص لآخر، ومن الطبيعي أن تكون البداية صعبة مثل أي أمر آخر.

أصعب جزء في عمل نموذج أعمالك هو كيف سأبدأ؟ معظمنا مر بنفس الطريق وهو من الأشياء التي تحتاج أن تغامر وتجربها، وبعدها سترى أين يودي بك الطريق. وهنا بعض النصائح تساعد وتسهل الطريق للمبتدئين.

كيف تبدأ بصناعة “ملف نماذج الأعمال”؟

١. حدد مكامن قوتك، وكلما ركزت عليها، كان ذلك أفضل:

العديد من الطلاب يدرسون نفس المناهج ويتقدمون لنفس الوظائف، لذلك من المهم أن تكون مختلفًا عنهم. هل أنت كاتب جيد؟ أو مصمم جرافيك؟ أو منظم ملتقيات؟ هذا ما يرسم صورة لقدراتك في أذهان أصحاب العمل.

ويمكنك أيضًا إضافة حصيلة الأنشطة اللامنهجية التي قمت بها، ولكن من المهم أن تكون ٨٠-٩٠٪ من المشاريع مركزة على نقاط قوتك. نعم قد تملك قدرات عديدة، ولكن من اللازم التركيز على مهارة واحدة تتقنها.

٢. كن مبادرًا، وابحث عن مشاريعك الخاصة:

المشاريع الدراسية غير كافية، والسبب يعود أن زملاءك بالدراسة يعملون على نفس المشاريع ويؤدون نفس المهام والواجبات. لكن خبراتك خارج المناهج الدراسية هي مايميزك عنهم: تعلمك لشيء أكثر مما يعطى لك في المناهج، أو عملك بالتطوع، أو مشاركتك بأي أنشطة لامنهجية (أنشطة رياضية، اهتمامات شخصية، وغيرها).

هذه الأعمال لن تكون مصدر فخرك فقط، بل ستعطي المدراء انطباعا عن شخصيتك بأنك تبادر بأنشطة خارج المتطلبات الأكاديمية، وتعمل مع أشخاص آخرين غير زملاء الدراسة.

نماذج أعمالك قد تكون صحيفة إلكترونية، أو مقالات مدونة، أو تصاميم معينة، أو مواقع إلكترونية، أو أي مخرجات لمشاريعك العملية التي قمت بها. وقد تكون شهادات على إنجازاتك مثل “متطوع الشهر”، أو التميز في خدمة العملاء، أو الإنجازات الرياضية، أو صورًا فوتوغرافية، أو تدريبًا خاصًا، أو خطابات توصية، ورسائل شكر، وتقييمات الأداء المتميز، وغيرها الكثير.

٣. حافظ على ملفك وحدثه باستمرار:

ملف نماذج الأعمال (portfolio) هو وثيقة حية تتطور مع الوقت بنفس الطريقة والسرعه التي يتطور بها الشخص مهنيا. وهو يعكس شخصيتك وقدراتك وإنجازاتك ويمكنك استخدامه في البحث عن وظيفة، أو تقديمه ومناقشته أثناء المقابلة الشخصية، أو حتى في تقييم أدائك السنوي إن كنت في وظيفة.

يجب أن تجدد ملفك باستمرار كلما تطورت مهاراتك وخبراتك، ولا تقلق إذا لم يكن ثريا في البداية فحتما سيتطور مع الوقت. واعلم أن ملفك سيكون مصدرا جيدا لتشجيعك وتحفيزك عندما تحتاج إلى ذلك.

آخيراً، كن واثقا من نفسك وأعمالك.. فمن سيكون أجدر بالاهتمام بك أكثر من نفسك؟ اصنع نماذج أعمالك وقدمها وأخرجها بأفضل طريقة. قم بتمييز العناصر الأكثر قيمة، واترك القارئ بشيء لا ينساه عن ملفك، واستمر في البحث عن طُرق تدفع قدراتك للأمام دوما واعكسها على ملفك.


ترجمة: ساره الخلف

المرجع:

The Importance of Having a Portfolio, By Patricia Pama – SFU

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *