العلامة الشخصية للطلاب والخريجين

إذا كنت حديث تخرج أو لازلت طالبا جامعيا، فإن تطبيق استراتيجية التسويق الشخصية والاعتناء بعلامتك الشخصية (Personal Branding) سيكون له نفع كبير في سوق العمل وخصوصا إذا كان السوق يتسم بالتنافسية العالية.

ما هو التسويق الشخصي؟

بالإمكان تعريف التسويق الشخصي (أو الذاتي) بالقول إنها الممارسات التسويقية التي يطبقها الأشخاص للتسويق لأنفسهم وحياتهم المهنية كما لو كانت علامة تجارية (brand).

لماذا ننصح بالتسويق الشخصي؟

ثمة العديد من الأسباب الكامنة وراء أهمية بناء العلامة الذاتية أو الشخصية في سوق العمل على وجه الخصوص للطلاب والخريجين؛ نلخصها في النقاط التالية:

١. التسويق الشخصي يجعلك أكثر تميزًا وظهورًا

من دون شك أن الكثير من الطلاب والخريجين يتنافسون على عدد محدود من الوظائف والأعمال المتاحة. الأمر الذي يجعل التسويق الشخصي الوسيلة الفعالة لتكون في مقدمة هذا التنافس من خلال الانطباعات الجيدة التي تكون قادرًا على صنعها.  على سبيل المثال عندما تستخدم هذه الإستراتيجية في كتابة السيرة الذاتية، فإن مسؤول التوظيف سيُبدي اهتمامًا مختلفًا لسيرتك لأنك قدمت أفضل ما لديك بخلاف ما قد يقدمه البقية من المتنافسين.

٢.  التسويق الشخصي يعكس شغفك

أحد الأسئلة التي تُطرح في المقابلات الشخصية هي “ما هو شغفك؟”. عندما تمتلك علامة شخصية تظهر في العالم الرقمي ويستطيع الجميع البحث عنها، فبذلك أنت تقدم الإجابة على هذا السؤال بشكل واضح وصريح لأصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف. كما أن ذلك يساعدهم أيضًا على معرفة من المهتم بالعمل في هذا المجال؟ من هم الأكفاء للعمل وغيره من الأمور. ولا تقتصر المنفعة على صاحب العمل فحسب، بل تتعدى إلى الباحث عن عمل – صاحب العلامة نفسه، سواء كان طالبا أو خريجا – من خلال معرفته للأعمال والوظائف التي تتناسب مع ميوله وشغفه.

٣. التسويق الشخصي هو حجر الأساس لبناء الخبرة

كل ما تعلمته خلال المقررات الدراسية، التدريب العملي، وغيره من المهام؛ تستطيع أن تشاركه من خلال التسويق الشخصي. من البديهي أنك ستخوض غمار المنافسة في سوق العمل مع الكثير ممن يتفوقون عليك في الخبرة والمعرفة العملية، وتستطيع التغلب على هذه المعضلة من خلال استخدام التسويق الشخصي لتعرض وتطرح ما تعلمته ومررت به من تجاربك خلال سنواتك الجامعية وما تلقيته من معارف في مقرراتك الدراسية.

٤. التسويق الشخصي يُبقي حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر قربًا من مسؤولي التوظيف

قد تمتلك سيرة مميزة وملفته للانتباه، لكن لا يعني بالضرورة أنها تضمن لك الحصول على مقابلة شخصية للعمل. الحضور الجيد على مواقع التواصل الاجتماعي يمثل عاملا مكملا يضمن لك فرصة أكبر للحصول على فرص عمل.  في هذه الأيام أصبح من الطبيعي جدًا أن يقوم مسؤول التوظيف بالبحث عنك في جوجل أو في مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك تصور ما الذي سيحدث عندما تكون نتائج بحثه سلبية أو ليس كما ترغب أن تكون؟ بالتأكيد ستقلل من فرص حصولك على عمل!

بعد معرفة الفوائد التي قد تجنيها من التسويق الشخصي، ثمة العديد من الطرق للبدء في بناء علامتك الشخصية. إليك بعضا منها:

١. تذكر من أنت وما الذي يجب أن تقدمه؟

تبدأ العلامة الشخصية باكتشاف الذات أولًا، لتتمكن من التسويق بطريقة تعكس شخصيتك الحقيقية. اسأل نفسك: ماهي دوافعك؟ ما هو شغفك؟ ما هي الأعمال التي تصنع معنى بالنسبة لك؟ ما الأعمال التي تتقنها على أكمل وجه؟ ما الذي يمكن أن تفعله طوال اليوم دون أن تشعر بالملل؟ وغيره من الأسئلة التي تحدد ما الذي يمكن أن يشكل علامتك الشخصية، ولماذا تقدمه، وهذه الأسئلة سترسم علامتك بكل وضوح لأصحاب العمل.

٢. احرص على الظهور الرقمي بشكل مهني

بمجرد أن تؤسس علامتك الشخصية، يجب أن يتبع ذلك الظهور المهني على الإنترنت مع بعض اللمسات الشخصية.  ظهورك على مواقع التواصل الاجتماعي مثل لينكد إن، فيسبوك، تويتر… وغيره يساعد المستقطبين والمدراء على معرفتك بشكل أفضل قبل الانتقال إلى مرحلة المقابلة.  في الوقت ذاته لابد أن نضع في عين الاعتبار أن الظهور على الإنترنت قد لا يكون محمودا في كل الحالات لذلك لابد أن يتوخى الطلاب وحديثي التخرج على وجه الخصوص الحذر في هذه المسألة، ومعرفة ما يجب مشاركته وما يجب تجنبه.

٣. استخدم مواقع التواصل الاجتماعي لصالحك

بعد أن تنشئ العلامة الخاصة بك على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك واطرح المعلومات والأخبار التي تظهر وترتبط بمعرفتك، قدراتك، مهاراتك وغيرها من المنشورات التي تستقطب فئتك المستهدفة — المستقطبين ومسؤولي التوظيف.

احرص على بناء سمعة جيدة من خلال حساباتك لأنها ستكون نتائج البحث الأولى عنك، والتي بطبيعة الحال ستساهم في نوعية الانطباع الأول عنك.

٤. تواصل مع الخبراء في مجالك لتفهم المعايير والمتطلبات

لا يعني الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي إهمال التواصل الشخصي مع مختلف الأشخاص إنما تجعله أكثر سهولة من خلال تحديد الشخص المناسب في المجال المناسب. قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي مهمة في عملية البحث عن عمل لكنها لا تستبدل أهمية وقوة بناء العلاقات الشخصية والمهنية في الوقت ذاته.  من المهم جدًا أن تقدم نفسك بشكل واقعي وشخصي لأنك لا تريد أن تكون شخصية مجهولة على أرض الواقع لكن في الوقت ذاته حتى تستمر هذه العلاقة لابد من استخدام العالم الرقمي والإنترنت حتى لا تنقطع بشكل مفاجئ وتضمن استمراريتها.

٥. طور نفسك حتى تطور علامتك الشخصية

علامتك الشخصية كطالب أو حديث تخرج لابد أن تنمو بنموك أنت، من خلال اكتسابك لخبرات مختلفة ومركزة في وظائف أو أعمال تطوعية. لا يجب بتاتًا أن تكون ثابتة وعلى مستوى واحد بل يجب أن تتطور معك. العلامة الشخصية الأفضل هي التي تكون مرتبطة بك وتعكس واقعك، مستدامة، وقابلة للتكيف مع الإتجاهات الرائجة في مجالك الذي اخترت أن يكون مجالك المهني.

أخيرًا، العلامة الشخصية تتيح للطلبة وحديثي التخرج الإمكانية للتعبير والتعريف بأنفسهم لبناء انطباع طويل الأمد، مستدام، ومميز!


ترجمة: أمجاد السقيّاني

المرجع:

Personal Branding – Students and Graduates by William – Sourced

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *